هل من مات بمرض الكبد ‎شهيد؟ – خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

اصيب والدي بسرطان البروستاتا من الدرجة الرابعة و انتقل للكبد و مع الوقت تأثر الكبد بالورم و ظهرت عليه رحمه الله علامات فشل الكبد واصيب بالاستسقاء و اصفرت عيناه و جلده و اصبح يشعر بتعب شديد و خمول واستفراغ و انقطاع عن الاكل وكلها علامات تليف الكبد والتي ادت الى هبوط في الدورة الدموية ثم فشل كلوي حاد وعندما لجئوا لغسيل الكلى بسبب ارتفاع الكرياتين اصيب بهبوط حاد في الدورة الدموية و توقف القلب ودخل غيبوبة و توفي بعد يومين هل يدخل والدي ضمن الشهيد المبطون ؟ حيث ان الكبد كان السبب الرئيسي في وفاته

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد دلَّت الأحاديث الصحيحة على أن المبطون شهيد، وهو من مات بسبب علة في بطنه، فيدخل فيه من مات بسبب تلف الكبد، أو الاستسقا، أو غيرها من أمراضى البطن.

أما الحكمة من هذا أن بعض الميتات أصعب وأشد من بعض، فجعل الله الكريم الرحيم لها أجر الشهادة في الآخرة بسبب شدتها وكثرة ألمها؛ كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله”.

 عن جابر بن عتيك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجِمع شهيدة”؛ رواه أحمد وأصحاب السنن، أي المرأة تموت بالولادة.

روى أحمد عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما تعدون الشهيد فيكم؟” قالوا: من قتل في سبيل الله. قال: “إن شهداء أمتي إذا لقليل، القتل في سبيل الله شهادة، والبطن شهادة، والغرق شهادة، والنفساء شهادة، والطاعون شهادة”.

قال الحافظ ابن حجر فتح الباري لابن حجر (6/ 43-44): “وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة، فإن مجموع ما قدمته مما اشتملت عليه الأحاديث التي ذكرتها أربع عشرة خصلة، وتقدم في باب من ينكب في سبيل الله حديث أبي مالك الأشعري مرفوعًا: من وقصه فرسه أو بعيره، أو لدغته هامة، أو مات على فراشه على أي حتف شاء الله تعالى فهو شهيد، وصحح الدارقطني من حديث بن عمر: موت الغريب شهادة، ولابن حبان من حديث أبي هريرة: “من مات مرابطًا مات شهيدًا”، الحديثَ، وللطبراني من حديث بن عباس مرفوعًا: “المرء يموت على فراشه في سبيل الله شهيد”، وقال ذلك أيضًا في المبطون واللديغ والغريق والشريق والذي يفترسه السبع والخار عن دابته وصاحب الهدم وذات الجنب”، ولأبي داود من حديث أم حرام: “المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد”، وقد تقدمت أحاديث فيمن طلب الشهادة بنية صادقة أنه يكتب شهيدًا، في باب تمني الشهادة، ويأتي في كتاب الطب حديث فيمن صبر في الطاعون أنه شهيد، وتقدم حديث عقبة بن عامر فيمن صرعته دابته، وأنه عند الطبراني، وعنده من حديث ابن مسعود بإسناد صحيح: “أن من يتردى من رؤوس الجبال، وتأكله السباع، ويغرق في البحار، لشهيد عند الله”، ووردت أحاديث أخرى في أمور أخرى لم أعرج عليها لضعفها.

قال بن التين هذه كلها ميتات فيها شدة، تفضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم، وزيادة في أجورهم، يبلِّغهم بها مراتب الشهداء”. اهـ.

إذا تقرر هذا، فيالذي يظهر من الأحاديث السابقة أن من مات بسبب الكبد فهو شهيد،، والله أعلم. 


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

حكم المسح على الخفين الخفيفتين إذا لبس على غير وضوء – خالد عبد المنعم الرفاعي

منذ حوالي ساعة السؤال: ما حكم لبس الخفين الخفيفتين دون الوضوء والمسح عليهم الإجابة: الحمد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *